الأحد، 25 أكتوبر 2009

[ شياطين الإنس.. وأبناؤنا في المدارس ! ]



المدرسة.. عالم بذاته، تحمل في طياتها جميع ما يحمله هذا العالم من الخير والشر، والجميل والقبيح.. ونحو ذلك، وإن كان أصل تأسيسها مبني على الخير والجميل ونبذ الشرّ والقبيح، ولكن هذا الأمر تأباه سنّة الله في الحياة؛ فالشيطان حريص أن يأتي بالشرّ وسبله لمزاحمة الخير وسبله في أي زمان ومكان، والثغرة التي استغلّها الشيطان في مدارسنا هي (أخلاق الطلاب)، فقد وجد الشيطان فيها أفسح مكان له ولأوليائه وجنوده.

نعم.. أخلاق طلابنا من إخواننا وأولادنا الذين أسّست المدارس لأجلهم، يُـعَـلّمون الخير والأخلاق الحسنة ومايقوّمون به حياتهم الدينية والدنيوية، وحال طلابنا أخلاقيّا مع المدارس نقسّمها مع المراحل الدراسية:

أولا: المرحلة الابتدائية:
وهي أهون المراحل؛ فالخوف هنا ليس من أخلاقيات الطلاب، ولكن من أخلاقيات المدرّسين وجودة تدريسهم، وفي تلك المرحلة جلّ ما يخاف منه الطالب هو عصا المدرّس أو توبيخ البيت أو الخوف من أحد المتعربجين الصغار الذي يتوعده بالطلعة لكي يضربه فهنا أرى -بحسب ظنّي- أن هذه المرحلة أقل المراحل خطرا، ولا يعني هذا أن نبعد الخوف ونتجاوز في الطمأنينة إلى درجة المبالغة.


ثانيا: المرحلة المتوسطة:
وهنا والله تشخص العين لهول ماترى، في هذه المرحلة يتأجج الخوف على أبنائنا وإخواننا في المرحلة المتوسطة، وخوفنا هنا على ثلاثة أمور:

1- الخوف العام على جميع الطلاب: الخوف عليهم من الرفقة السيّئة، و شرب الدخان، ومن المخدرات والحبوب، ومن التفحيط وإهمال الدراسة، والدخول في مهاترات ومشاجرات مع الطلاب، أنا رأيت بأم عيني من يركب مع المفحطين من طلاب المتوسطة، ورأيت من يشرب الدخان، وحدّث أحد مدرّسي المدارس المتوسطة أنه مُـسك أحد الطلاب وهو يحمل معه جوالا مليئًا بالمقاطع الخليعة!

2- الخوف على المتفوقين دراسيا: لا تستغربوا.. هذا ليس مشهدا دراميا في إحدى المسلسلات، ولكنه حقيقة لايعرفها إلا من عايش الطلاب في المرحلة المتوسطة؛ فهناك مجموعة من الطلاب لا يرتاح لهم بال، ولا تقر لهم عين، وهم يشاهدون زملائهم قد تفوقوا عليهم، وقد غمرهم المدح والثناء من الجميع، فتجدهم يكيدون لزملائهم ويحاولون جرّهم إلى ما يهلكهم من سبل الشر كالمخدرات والفواحش، ويستخدمون أنواعا من الوسائل الشريرة ليسقطوا طلاب التفوق، ولربما صادقوهم وادّعوا مصاحبتهم ومحبتهم لهم لكي يسهل جرهم إلى طرق الهلاك والإنحطاط.

3- الخوف على من رُزقوا جمالا ووسامة: ولعلي بعد عيش سنوات الدراسة أقول: الخوف على من (ابتلوا!) بالوسامة والجمال.. فهو ابتلاء في هذا الزمن، حدّث ولا حرج من المصائب التي تحدث. إني أعلم واثقا أن الحديث حول هذا الأمر لا يروق للبعض، أو قد يتحرّج بعض آخر من الكلام حوله، ولكن الذي أنا مرتاح إليه هو الكلام حول هذا الموضوع بصراحة، خصوصا أننا جميعًا -أيها الأحبة- لا نعيش في أبراج عاجية، ولسنا منعزلين عن مجتمعنا؛ بل كلنا يهمنا هذا الموضوع؛ لأن الضحايا هنا أبناؤنا وإخواننا الذين يمرون بهذه المرحلة، ولا أعتقد أن هناك عاقلا يرضى أو يسكت على ضرر يمس أبناء مدينته، سواء كان الجاني من خارج مجتمعنا أو من شواذ الداخل، فالجريمة واحدة، والاستنكار واحد، ولو كان الجاني.. من كان.

على هذا أقول حول هذا الموضوع: ليتجه المدرس أو المدير أو المرشد أو غيرهم من المهتمين إلى دورات المياه في المدرسة -وانتم بكرامة- ليقرأ نشرة أخبار الفحش والدناءة مكتوبة على أبوابها، وليشاهدوا الاستهداف الواضح لمجموعة من الذين ابتلوا(!) بالجمال من الطلاب، واعلموا أن هذه الكتابات منطلقة من أقوال وأعمال وأخلاق يستحي المرء من ذكرها، ولكن حماية لأولادنا وإخواننا فإننا نذكرها بعيدا عن ما يسيء للذوق العام، فالمبتلى(!) في المرحلة المتوسطة يتعرّض في هذه المرحلة إلى خطر شديد وأذى عظيم من قبل الطلاب العرابجة والفاسدين سواء من المرحلة المتوسطة أو من عرابجة المرحلة الثانوية أو من خارج نطاق الطلاب من سفلة الشباب العاطلين وغيرهم من خارج أسوار المدارس، وقد يكون التعرض للطلاب عن طريق اللفظ (يا حلو.. سأفعل بك.. سأكسر عينك.. ونحوها) أو الفعل (اللمس المُتَعَمّد.. التقبيل المفاجئ.. إن كان الطالب الفاسد في المدرسة فإنه يحرص على المرور دائما لرؤية الطالب المستهدف في فصله وقت الفسحة أو بداية الدوام أو في الساحة وإهانته بفاحش القول والفعل.. ونحو هذه الأمور المعلومة لدى الجميع).

قد يمكر بهؤلاء المُسْتَهْدَفِـين جوقة من أهل الفساد والشذوذ بطرق ملتوية وخبيثة عن طريق إغراءهم بالتفحيط أو بالجوالات أو بادّعاء الصّحبة عبر اللعب معهم في الكرة أو الألعاب الإلكترونية أو التعرف على أصدقاء المستهدفين أو التعرف على إخوانهم، أو قد يبلغ المدى بأولئك الخبثاء أن يُعرّفوا إخوانهم الصغار على أولئك الفتية، أو الدفاع الدائم عنهم، أو إظهار أولئك الأشرار أنهم ذوي أخلاق حسنة.. ونحو هذه الأمور، والمصيبة عندما يقع أحد أولئك المساكين فيثقون بأولئك الفاسدين؛ بل قد يفتخرون -سذاجة منهم- بمصاحبة أحد أولئك العرابجة الأقوياء لأن هذا العربجي دائما ما يدافع عنهم ظنا من أولئك المساكين أن ذلك العربجي يدافع عنهم طلبا لثواب الله سبحانه وتعالى، أو طيبة منه.

عبر هذه الطرق الملتوية يجذبون الفتية المساكين إلى سبل الفواحش والرذيلة، وإذا وقع الفأس بالرّأس يصبح ذلك الفتى ألعوبة بأيدي الفجرة يحركونه كيفما يشاؤون، ويصبح أسيرًا عندهم، لا يستطيع دفعًا عن نفسه؛ لضعفه، ولعدم إخباره لأهله خوفا أو خجلا أو يأسًا من مساعدتهم، أو لأن أولئك الأشرار قد أمسكوا عليهم مماسك يهددونهم بها؛ كتصويرهم أو مجرد التهديد بفضحهم بين الشِلل والطلاب.

والحذر كل الحذر أيها الأحبّة من بعض الطلاب الذين يقومون بدور (الصياد)، وهم:

أ- مجموعة من الطلاب الصغار قد مسك عليهم أهل الفجور مماسك يهددونهم بها كصور أو فيديو أو فضيحة، فإما أن يتبعهم فيما يأمرونه، أو يفضحونه أمام الناس فلا يجد ذلك المسكين بدّا من طاعتهم -حسب نظرته- فيستغلونه ليقوم بدوره بجرّ زملائه وقرنائه إلى مزابل الفواحش، خصوصا أن الناس يثقون بهذا النوع من الصغار؛ لأنهم لا يعلمون عنهم شيئا، ولا يبين عليهم أنهم ذوو نوايا سيئة والله المستعان.

ب-ومجموعة خسيسة تقوم بعمل (التصيد) بين الطلاب لأجل المال أو كسب شيء معين أو المشاركة بالفحش، أو اتقاءً لشر أولئك الفاسدين، وهؤلاء قد يكونوا معروفين.

هاتين المجموعتين تقومان بذلك العمل الدنيء، يعاونون بها بعض شياطين الإنس خارج أسوار المدرسة، ويتصيدون بها الطلاب ويكيدون لهم المكائد، وإذا أردت أن تعرف من هؤلاء الذين خارج أسوار المدرسة، فأقول لك:

- طلاب الثانوية، ما إن ينتهي دوامهم حتى يتجهون مباشرة إلى المدارس المتوسطة وربما الابتدائية.
- العاطلون عن العمل، وقد يكون بعضهم كبارا في السن. ووقت انتشارهم هو بعد نهاية الدوام الدراسي حيث تجدهم يفرّون حول المدارس المتوسطة والثانوية كذلك، وإذا أردت معرفة وقت انتشارهم القوي تجده أيام الاختبارات النهائية واختبارات منتصف السنة، اذهب تلك الأيام وانظر بنفسك، وشاهد تلك الوجوه التي تعلوها الغبرة والظلمة شاخصة أبصارهم نحو أبنائنا الطلاب، يتصيدون منهم من تشير إليهم شهواتهم.. أسأل الله أن يهديهم وإن لم.. فأسأل الله أن يعمي أبصارهم ويشل شهواتهم عن أعراض المسلمين.آمين

ثالثا: المرحلة الثانوية:
وهي مرحلة الخطر، وخطورتها تكمن في أن الشاب في هذه المرحلة قد دخل مرحلة البلوغ (وما أدراك ما مرحلة البلوغ ومراهقتها حيث الغرور والاضطراب والشروط ونحوها)، وأصبح الطالب مراهقا يرى أنه رجل يستطيع الدفاع عن نفسه، فإذا عُلِم هذا الاعتقاد من قبلنا، وآمنا بوجوده حقا، فعلينا أن نخاف من عدة أمور:

1- بما أنه يعتبر نفسه رجلا فهذا يعني كثرة المشاجرات التي تحدث بين الطلاب، وغالب المشاجرات والمضاربات في هذه المرحلة يحدث فيها ضرب بالسكاكين والعصي والسلاسل.

2- انطلاقا مما ذكرت نرى أن من يبتلى بالسقوط في مستنقعات الأمور الجنسية والفواحش في هذه المرحلة لايخلو سقوطه من أمرين:
الأمر الأول: أن تحصل تلك الأمور بمحض إرادة الطرفين.
الأمر الثاني: تحصل تلك الفواحش رغما عن أنف الفتى المجني عليه، إما بخطف وغيره. وهذين الأمرين ذكرتهما بسبب أن الشاب -كما قلت- في هذه المرحلة يظن أنه وصل إلى مرحلة الرجولة فهو قادر على الدفاع عن نفسه، على هذا لا يُـقدر عليه إلا برضاه أو بإرغامه.

3- في أول مراحل الثانوية يحصل بين بعض الشباب التافهين والمتميعين مراسلات حب وغرام وهذا حصل ومشاهد كثيرا في مرحلة أولى ثانوي، وأخبرني أحد المدرسين الأخيار أنه وقف على مراسلات بين شابين فيها من أشعار الحب والنثر الغزلي الفاحش ما يجعلك تحس بالغثيان؛ بل يحدث بينهم مبادلات في الصور وأدوات الزينة.

4- المخدرات.. وهي منتشرة بين الشباب بشكل كبير، يخبؤونها في كتبهم وفي جوالاتهم وفي محافظهم ودفاترهم، يروجها أهل السوء بينهم، وإلى الآن رأيت ثلاثة من الشبان قد أثرت تلك الحبوب على عقولهم، ووالله الذي لا إله إلا هو أنني رأيت قبل سنتين شابا أعرفه جيدا، لازلت أذكره حين كان معنا في المرحلة المتوسطة عاقلا مُجِدًّا، فلما انتقل إلى المرحلة الثانوية وقع في تعاطي الحبوب شاهدته يتجول في السوق على سيارة والده وعينه شاخصة بارزة لا ترمش ووجهه كالح والعقل في إجازة؛ قاتل الله مروجي تلك الحبوب وأبادهم إن لم يهدهم .آمين (قلت اليوم: وليلة البارحة 27 / 1 / 1428هـ قابلته وهو على حال أسوأ من تلك والله المستعان على من ضيع عمر هذا الشاب! ولذلك أعدت نشر هذا الموضوع).

5- المشاجرات والمضاربات: إلى الآن لا أعلم سبب هدر الدماء الذي يحدث بين الشباب، ألهذه الدرجة يهون دم المسلم؟! ألهذه الدرجة يهون دم ابن بلدنا؟! (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) لكن هناك بعض المجرمين متسترين بين الشباب يحبون الدماء ويعشقون الجريمة وإن زعموا (الفزعة) ونحوها!

على أية حال يجب أن يعلم أولئك الشباب أن هناك شريعة تحكم هنا، من قتل يُقتل إلا أن يعفوا صاحب الحق، إضافة إلى ذلك؛ هناك يومٌ آخرا يقف فيه الجاني (قاتلا أو ضاربًا بظلم) عاريا؛ فتنطق يده ورجله، ويمسك صحيفته ويقرأها أمام ربنا -سبحانه وتعالى-، حينها سيعلم حقا مصير الفزعة المزعومة، وأن الله -سبحانه وتعالى- سيحاسبه -بعدله- ولن تنفعه لا فزعة ولا عزة النفس ولا نحوها، وكما قال سبحانه في الحديث القدسي: (إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيها إياكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)، فلا يلوم مسترخص دماء المسلمين إلا أنفسهم.

* أسباب هذه الظاهرة:
1- البعد عن الدين والذي من ضمن مقتضيات التمسك به الأخلاق الحسنة وترك الفواحش.
2- عدم وجود اهتمام قوي وفعال من المدرسة والجهات الرسمية بالجانب الديني والأخلاقي.
3- عدم تطبيق القوانين الصارمة والأحكام الشرعية ضد المفسدين بشكل رادع.
4- نسيان أن بين البيت والمدرسة شارعا قد تكون مسافته قصيرة ولكن تأثيره خطير جدّ خطير خصوصا في فترة امتحانات نصف الفصل والامتحانات النهائية.
5- المجني عليهم من الفتيان يخجلون أشد الخجل ويخافون أشد الخوف من الحديث في مثل هذه الأمور والهموم والمشاكل التي تصيبهم؛ فتجد الواحد يخشى جدا جدا أن يحدث أحد أهله أو أحد المدرسين أو المرشد أن فلان قال له كلاما فاحشا أو هدده، هذا وهو تعرض لمجرد كلام فكيف -بالله عليكم- لو سقط الفأس بالرأس؟!
6- إذا كان المدرس همه أن ينتهي من المنهج واهتمامه في آخر الشهر، والمدير في أبراج عاجية جدا، والمرشد مثل الأطرش بالزفّة أحب وظيفته لكونها لا تشغله، والوكيل لا يعرف إلا العصا والصراخ والعبوس الدائم، والأب مشغول ولا يعطي وجه، والأم يُـخاف عليها هذا إذا لم تكن مشغولة بالأسواق والزيارات، والأخوة الكبار لا يتقبلون أن يصارحهم أخوهم (الطفل!!) فهم مشغولون عنه بحياتهم واهتماماتهم، فكيف تريد من الصغار أن يصارحوا الكبار ؟!! مع كل هذه الأمور تحسب أن إخبار الفتى لأحد المذكورين هنا أمرا سهلا؟! وهمت إذا أجبت بـ(نعم).
7- إهمال البيت، فهمهم الأول والأخير هو تفوق الولد، وأن يستلم الأب الشهادة والتقرير لكي يوقع عليها ثم تبروز وتعلق في البيت والمجلس.

نتائج مثل هذه المصائب بالعربي الفصيح (( الدمــــــــار )). نعم ... دمار مستقبل أبنائنا وإخواننا، إني لأعرف أن هناك أناس فصلوا من المدرسة بسبب هذه الأمور، وضاعت حياتهم بين السجون والأمراض النفسية أو -بأقل الأضرار- يعيشون معيشة ضنكة في رزقهم.

* حلول مقترحة وفعالة -بإذن الله-:
1- التوعية الدينية والأخلاقية شرط أن تكون هذه التوعية توعية قوية فعالة وحازمة نخاطب فيها الجانب العاطفي والنفسي والأخلاقي.
2- استشعار مبدأ (الأمانة) و (المسؤولية) و (الذمة) من قبل جميع من ولّي رعاية على طلابنا من البيت والمدرسة والهيئة والشرطة وغيرهم.
3- وجود عدة أشخاص من البيت والمدرسة وغيرهم يتّصفون بلين الجانب والتواضع الجم والبسمة الدائمة ومعاملة الطلاب كأصدقاء بتلقائية لا تكلف فيها ولا مبالغة وليس كلاما يقال أول الدراسة، يعاملونهم كأصدقاء تحترمهم ويحترمونك تصارحهم أنت لكي يصارحوك ويسهل عليهم إخبارك بهمومهم.. ولكن الذي نسمع ونرى غير الذي نتمنى، فمع الأسف نجد بعض المدرسين ورُبّما يكونون من أهل الاستقامة والعلم والخير، قد أبرزوا عضلاتهم على الطلاب المساكين فلا تجد طالبا إلا وقد أخذ نصيبه من اللكم والضرب مزحا أو رزحا، فكيف -بالله عليكم- تريدون من الطالب أن يفصح همه لذاك المصارع؟!
4- وهو مهم (لموضوع المخدرات والممنوعات): التفتيش المفاجئ للطلاب، و يكون هذا التفتيش سريعا ومهيبا وأقترح أن يكون هناك تعاون مع الشرطة والهيئة ومكافحة المخدرات لكي -مثلا- تقوم بتفتيش الطلاب يوما في الشهر، ويكون ذلك اليوم غير محدد، وتظهر في ذلك اليوم سمات الرهبة والرسمية على الجميع لكي تظهر الهيبة على قلوب الطلاب، وأقترح أن ينبّه الطلاب أن المشكلات الدينية والأخلاقية لن تتوقف عقوبتها على المدرسة فقط وإنما تتجاوز لجهات أخرى كالمحاكم والهيئات ووزارة الداخلية، حتى تغمر الهيبة الطلاب.
5- طلاب الخير والتي لا تخلو منهم أي مدرسة -بحمد الله تعالى- يجب أن يكون لهم دور كبير في محاربة المفسدين، ويجب أن يزرع في نفوسهم أنهم حراس الفضيلة، ويقتضي هذا إبلاغ المسؤولين في المدرسة عن أي تجاوزات دينية وأخلاقية، والتبليغ عن أي تحرشات تحصل لأحد الطلاب، وتنبيههم على ذلك، مع الستر عليهم، لا أقول أن يكونوا جواسيس أو بمصطلح الطلاب المتعارف عليه (دبابيس) ولكن يجب أن يُحَرّصوا على الإبلاغ عن أي حادث مُخِل.
6- حرص أهل البيت على أولادهم، ووالله أن إرغامهم على البيت أفضل للأولاد من تركهم في حيص بيص، وحق على الوالد والأخ والأقارب عامة أن يحموا أولادهم، فنحن في زمن كثرت فيه الفتن والمصائب والله المستعان. وهذه النقطة أهم الحلول، متى ما وُجد الحرص لدى الأهل هان الأمر كثيرا.
7- أن يكون هناك مداهمة مفاجئة لتلك الشرذمة من شياطين الإنس والذين يكيدون للطلاب من خارج المدارس وإذا أردتم وقت انتشارهم كالكلاب فإنكم تجدونهم يدورون حول مدارس المتوسطة والثانوية بعد نهاية الدوام وكذلك قبل بدايته، ويكثرون بشدة -لا كثرهم الله- في اختبارات منتصف الفصل والاختبارات النهائية قبل الاختبار وبعده وفترة ما بين الاختبارين وتشتد كثرتهم بعد الاختبار، وأنادي هنا إخواننا في الشرطة والهيئة ومكافحة المخدرات أن يشدّوا على أولئك الشرذمة لأن المخدرات والجريمة والفواحش مختومة على جباههم.
8- إشغال الشباب بالمفيد والممتع، فمن يرى فيه حب الرياضة يشغل في هذا الجانب، ومن لديه اهتمام بالمسرح يوجه إليه، والكتابة والشعر وهكذا.. حتى نشغل الشباب بما يبعدهم عن الشر.
9- أسألكم بالله هل حرصت مدارسنا على تفعيل نشاط خاص لمدة أسبوع عن مثل هذه المواضيع: (الفواحش.. الحبوب.. المشاجرات والمضاربات) ونحو ذلك من المواضيع الصريحة والقوية والهادفة في طرحها.

مع هيئة الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر :
ما أجمل أن نعيش اليوم الذي نرى فيه كل شاب يتأذى من تعرض بعض الفاسدين له، وآخر غرق في مستنقع الفساد، لا يني في أن يرفع سماعة الهاتف ويتصل على الهيئة ليخبرهم عن معاناته، لو كانت هناك حملة إعلامية تهدف إلى تقريب الشباب من الهيئة، لتكون الحضن الدافئ الذي يحميهم ويدلهم على الخير.. لكان في ظهورها خير عظيم.

وصلى الله على الحبيب وسلم.

school-boy-


0 تركوا أثرا:

إرسال تعليق