السبت، 24 أكتوبر 2009

● حديث شجن ●




في ليلة ليلاء حدث ذلك...!

حادثتها كما يحادث كل محب حبيبته ، حادثتها والحزن أخفيه في نبرات الصوت ولجج
الكلام ، بينما هي قد أبدته دموعا ونحيبا ثارت لهما عاطفتي ومشاعر الأسى التي عششت في
صدري منذ فراقي لها لكني كتمتها .. لم أرد معالجة الأسى بالأسى قدرت موقفها وداعي الأسى
أنه قد تجمع الشمل عندها فكأنها تخيلتني وليدها الصغير عن يمينها وشمالها وتحت نظرها
تلاحظه وتملأ عينها وقلبها المكلوم من رؤيته لكنها تذكرت بعد المسافة عنها .. فلم تقاوم ثورة دفين المشاعر لديها.

كدت أجاريها ذلك أن حرارة قد ارتفعت إلى عيني كادت أن تتحول إلى بركان من الدموع لولا
أن تداركتها بلغط من القول لست أدري كنهه إنما لأبعد هذا الخاطر الشجي عن عيني وعن
صدري أصبحت في تلك اللحظة كالمهبول لا يدري ما يقول..عجبا لهذه النفس كيف تكون في
بعض المواقف أرسى من شم الجبال وفي بعضها كالريش في مهب الريح.

لقد حار الفكر عندما سمع النشيج فكيف لو رأى الدموع..إذا لذهل العقل ولزاغ البصر ولبلغ
القلب الترقوة ولأصبحت النفس كالبخار المتصاعد….

فأنى تدرك…

وما زلت كلما مر بي هذا الخاطر وأنا أعاني خدرا في الجسم وهماً كبهيم الليل يكتنف الأحشاء
والأحاسيس نازلاً بي صوب هاوية الأسى والألم مستعديا علي بكل ما يحقق مطلبه من دموع
وصراخ وجري وضيق وانعزال..وقد نجح.

مع ذلك لا أظنه سيفارقني سواء كانت تلك الشمعة موقدة أم مطفأة..

إذ أن مشاعرنا ثابتة لا تتغير نحو آبائنا وتزداد في الرسوخ نحو أمهاتنا وهذا عند من لم تتعكر فطرته بدخان العقوق وغيره أما من أظلمت فطرته فليبحث عن الإكسير الذي فقده فهو قريب مع بعده،سهل
مع صعوبة تناوله.

0 تركوا أثرا:

إرسال تعليق