الأحد، 25 أكتوبر 2009

[ قناة الجزيرة.. نزار قباني.. الساحة العربية.. طاش ماطاش ! ]




لكم حق التعجب والإستغراب، ماهو الرابط بين قناة فضائية وشاعر سوري وموقع انترنت مشهور ومسلسل سعودي، اممممم، فكروا معي جيدا.

هناك رابط وثيق جدا بين هذه المتفرقات، رابط يضحك قوما، ويغيظ قومًا آخرين، ويزعج ويذكر ويفضح، لكنه حقيقة واقعة ومنتشرة كذلك، لا أدعي أنه يربط بين هذه الأمور الأربعة فقط، بل هي قابلة للزيادة، ولم أكتب إلا التي استحضرتها.

حاولت أن أجد مصطلحًا أطلقه على هذا الرابط فلم أجد، وقلة المصطلحات لدى الكاتب جريمة وفضيحة، وأخوكم في الله مجرم، لذلك سأوضح لكم بحديثي عن إحدى هذه الأمور الأربعة، نزار قباني شاعر سوري له أبيات وقصائد جميلة، لكنها كجوهرة في مستنقع قذر، شاعر في منظومة ثقافيّة هدفها الثورة على الدين، وعلى التراث بشكل عام، وعلى الأخلاق، لذلك تجده قد ألقى المرأة على السرير عارية كما خلقها ربها، ثم بدأ يصفها، ويمر على تضاريس جسدها، المهم.. تجد العديد من المتابعين يحذرون من أشعار نزار قباني، ويملؤون الأجواء صراخا ونقدا وهجوما عليها -ومعهم كل الحق في ذلك-، ولكن حين يتعمق الظلام، ويسكن الليل، يخرجون ديوان نزار من تحت الوسادة ويقرؤونه.

أعتقد أن الفكرة قد اتضحت، فقناة الجزيرة تهاجم بقوة من قبل المثقفين عندنا، وتوصم بـ (الحقيرة) و (الشريرة) و (الخنزيرة).. إلخ، وأكثر من يتابعها هم، وتجد التلفاز قد ثُبّت عليها، والساحة العربية تتلقى هجوما عنيفا، واتهامات خطيرة من قبل الكتاب والمثقفين؛ بل وبعض الكتاب المنتمين إلى الساحة نفسها، ومع ذلك تجدهم لا تمر ليلة إلا ويدخلونها كزوّار لها أو كأعضاء، فلا يطيقون عنها فراقا، وبعضهم -من بلادة الشعور وانحطاط النفس- يدخل ليقرأ ما كتب عنه من سب.

يبقى وصلنا إلى (الزبدة)، مسلسل (طاش) وليس (طاش ما طاش) فالأولى للسدحان والقصبي، والأخيرة لعامر الحمود، وعلى كل حال كلهم خايبين، وما كتبت اسمها (طاش ما طاش) في العنوان إلا لشهرتها بين الناس، المهم.. كلامي هنا ليس عن أولئك العوام، أو من لم يفكروا أساسا في مسألة حلال أو حرام، ممن اعتادوا المعصية فأصبحت جزءًا لا يتجزّأ من حياتهم، وهم أساسا قد بيّتوا النية -من قبل رمضان- لمتابعة طاش 14 وغيرها من المسلسلات، ومنهم من نظم وقته ليتناسب مع عرض المسلسلات والبرامج التي يرغب في متابعتها، لا.. الحديث ليس عن هؤلاء.

هنا سأتكلم عن قوم ملؤوا الدنيا ضجيجا وصراخا وعويلا، يهجمون على مسلسل (طاش)، ويحذرون الناس منه بشدّة، ويحوقلون في المجالس، وحين رؤيتهم لذلك المقطع عن الهيئة، ينشرون الفتاوى، ويكثرون الكلام عن هذا المسلسل، ثم في الأخير وبكل وقاحة وقلة أدب و.. لا أجد مصطلحا يليق بأمثال هؤلاء؛ تجدهم يتابعون المسلسل، ويضحكون من مشاهده ولقطاته، رامين بعرض الحائط كل الجهد والصراخ الذي بدر منهم.

كيف يتعايش هؤلاء مع أنفسهم؟! بكل صراحة، أي دين، وأي رجولة، وأي أخلاق يتصفون بها، ما هي المبادئ التي يحملونها؟! فعلا.. لا أجد أي وصف يسعهم، إن المسألة هنا ليست مجرد مسلسل يعرض فيه الحرام، ويستهزئ بالدين، وإنما المسألة مسألة جهد ووقت بذلا للتحذير من هذا المسلسل، ثم -وبكل بساطة- يتابع بسرور، ليذهب البذل والجهد، وتتساقط المبادئ (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟).

بالنسبة للمسلسل ، فأي مسلم لديه قبضة من علم يدري أن المسلسل حرام، يكفي في ذلك أن يستفتي قلبه، لأنه -أي المسلسل وغيره كذلك من المسلسلات- يعرض النساء والموسيقى، بالإضافة إلى الاستهزاء بالدين، لا يوجد عذر هنا، امرأة أمامك، لا.. وبلا حجاب أيضا، وقد تزينت بكامل زينتها، وموسيقى تظهر من أول المسلسل وخلال المشاهد وآخر المسلسل، (الحلال بين والحرام بين) فليتق المسلم ربّه، ويتذكر أن عمره هو رأس ماله، وأنه سيقف أمام الله يوم القيامة في أرض المحشر ومعه كتابه يقرأ أعماله، وأنه شاهد الحرام وسمع الحرام في رمضان، فما هو ردّه عند الحساب، يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)، فلا تلوموا إلا أنفسكم، ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.

أسأل الله الهداية لي ولجميع المسلمين، وأن يتوب علينا، ويعيننا على الإحسان في صيام رمضان وقيامه.

وصلى الله على الحبيب وسلم.

0 تركوا أثرا:

إرسال تعليق