الأحد، 25 أكتوبر 2009

[ اغضبوا على البابا، لكن لا تنسوا أولاده ! ]




بابا الفاتيكان -قبحه الله تعالى- يتطاول على محمد صلى الله عليه وسلم، ويتهمه بأنه أتى بأشياء شريرة.. إلخ، تلت تصريحاته مظاهرات شعبية حول العالم، الشعوب العربية تستعجل حكوماتها بالرد على هذه التصريحات، مئات بل آلاف المقالات الغاضبة، قوم يدعون إلى غضبة إسلامية على البابا وتصريحاته، البعض يعبّر عن استياءه، غضبة موزعة هنا وهناك، غضبة على تأخر المواقف الرسميّة، وغضبة انصرفت إلى بعض الكتاب المتخاذلين أو المبررين لهذه التصريحات، وهكذا..!

أما (فعل) البابا فهو خرزة في نظم متتابع من الإساءات المتكررة على الدين الإسلامي، ربّما يكون (جسّ نبضٍ)، ربما يهدف إلى الضرب والضرب حتى يُزرع اليأس في القلوب، وعلى كل حال الجميع يدرك ويؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يقول: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ويقول سبحانه: (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر).

أما بالنسبة لـ (ردّة الفعل) فالمسلم يدرك أن النصرة الحقيقية لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا الدين الذي يعتنقه إنما هو بتطبيق تعاليمه، ومجاهدة النفس على ذلك، النصرة الحقيقية أن نطيع الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن نجتنب ما نهينا عنه، وإن خير سلاح نجابه به الكفار -في هذا الوقت ومع تخاذل الحكومات وانتشار الشر والفساد- هو عودة الشعوب الإسلامية إلى ربها، وأن ينتبه كل فرد في هذه الأمة إلى حاله، وما هو موقعه الآن.. أهو ظالم لنفسه أم مقتصد أم سابق بالخيرات، ما هي حاله مع الصلاة، ما هي حاله مع كتاب الله تعالى، ما هي حاله في اجتناب المعاصي والإصرار عليها، هذه والله هي النصرة الحقيقية، ويكفي كذبا على أنفسنا.

بالنسبة لردّة فعل الحكومات، فلا أعتقد أن هناك عاقلا عايش ردة فعل الحكومات عدّة مرّات وبقضايا أخطر وأهم، ينتظر منها موقفا مشرفا عزيزا مهيبا، فضلا من أن يكون ردّها تطبيق لشرع الله تعالى في هذه المسألة.. هذا بعيد جدا ! بالإضافة إلى أن أغلب الحكومات تحارب الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بـ.. لن أكثر الكلام، فواقع الحال يغني عن المقال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقفتي هنا مع ردّة فعل بعض من ينسبون إلى الفكر أو الثقافة من أفراد أو مؤسسات، بكل بساطة: ردّة فعل سيئة خاطئة مخالفة للشرع، منطلقة من أسس تخالف أوضح أبجديات ديننا وعقيدتنا، فهذا يقول أن كلام البابا يهدم ما يحاول أن يبنيه أخيار العالم من حوار وتقارب بين الأديان السماوية، وآخر يحارب شعيرة الجهاد ، ويلقي اللوم على تاريخنا أعتقد أن هناك نكرة يقال له عبيد خال ما أدري حبّة خال قال بهذا، وآخر ينفي أن يكون للسيف أي دور أو مرتكز في الدين، وأن ديننا ينبذ العنف بأنواعه (حتى لو كان مقاومة وجهاد)، وأن ديننا دين محبّة ووئام وأخوة وصداقة وعسل وقشطة، وأن المسلمين ناس كويسين (على قدَّ حالهم) يقدّمون لكم حمامة السلام حتى لو أثخنتم فيه قتلا وإهانة، ديننا لا يوجد فيه أبدا معاداة للآخر (الكافر طبعًا.. معتديا أو غير معتدي.. everybody) أو تكفيره.. إلخ إلخ إلخ.

إننا نحتاج إلى (ردّة فعل) على أمثال هؤلاء الانهزاميين (بكل ما تعنيه هذه الانهزامية) أو الرخيصين المرتزقة، أو من هم من تيارات كفرية أو شهوانية أو إلحادية -ولو في الأصل- مثل الرافضة أو العلمانية أو الليبرالية والحداثة والصوفية وغيرها، بيننا هنا من سبّ الله -سبحانه وتعالى-، بيننا من تطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيننا من يدافع عمّن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم (موقف الليبراليين السعوديين من الإسماعيلي هادي آل مطيف الذي سب الرسول صلى الله عليه وسلم) بيننا من يسب الصحابة، بيننا منافقين صاروا معول هدم لمرتكزات ديننا، لا ننسى عندما نهجم على البابا ونغضب عليه غضبة إسلامية أن من بيننا من يحمل قلبه بغضا لهذا الدين، فهو نسخة مطابقة من قلب البابا من جهة كره الدين الإسلامي، إن من بيننا من سجد قلبه وعقله للغرب، فجسده هنا، وقلبه هناك، وعلى هذا الأساس يكتب ويتكلم، دونكم منتدياتهم الليبرالية، كفر وإلحاد وزندقة.. والخافي أعظم (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

إن البابا نصراني ضال كافر، وهؤلاء قوم من بني جلدتنا لسانهم من لساننا، يكتبون في منتدياتنا، ويطلون علينا عبر إعلامنا المقروء والمسموع، تنضح مقالاتهم ولقاءاتهم بالكره لكل ما هو إسلامي، والحب والإعجاب بكل ما هو غربي، فما بالنا نتجاهلهم وننتظر إهانة أخرى من العدو الواضح حتى نتحرك؟! أعجبتني جملة قالها الأستاذ حسن مفتي في مقال له حين ظهرت على السطح جريمة إهانة المصحف الشريف في المعتقلات الأمريكية، وجريمة تعذيب المساجين فيها، تلتها هبّة ضارية، وغضبة إسلاميّة من قبل الشعوب، واستنكار قزميٌّ من قبل الحكومات، يقول فيه: (قبل أن نلعن أمريكا، يجب أن نلعن أدوات أمريكا، وشيوخ أمريكا، ودستور أمريكا، وقنوات أمريكا، وطابور أمريكا.. بعد أن نصب اللعنات على تلك الأدوات، نصرخ جميعًا بصوت واحد: ألا لعنة الله على أمريكا !).

وصلى الله على الحبيب وسلم.

0 تركوا أثرا:

إرسال تعليق