السبت، 24 أكتوبر 2009

● وما زال يسير ●




بينما هو يسير على ضوء القمر ثملا بتلك الأماني والأحلام التي ما إن تظهر حتى تتلاشى في اللاواعي إذ هذا موطنها حيث تعيش مثالية مطلقة.. هناك حيث لا حدود ولا قيود تحد من توسعها وحيث الجدب والقحط والهامشية...

وما زال يسير...

خلال سيره ظهر ضوء خافت من مكان سحيق في سراديب اللاواعي ما لبث أن سطع بحدة مبددا بذلك ما ترسب من عوامل الزمن وقطعه المظلمة التي تراكمت عليه وباعثا فيها النور بعد سني الظلمة...

وما زال يسير...

لم يكن يعلم الكثير عن النفس البشرية وعمقها وغموضها..كان متقررا في ذهنه أن الإنسان إذا أصيب بأي مصاب كان فإن عواطفه تثور،ومشاعره تتأجج، والرقة والتسامح تنهال عليه وتلازمه وإن لم يكن معروفا بها من قبل، لكن يبدو أن ما في الذهن كان مجرد تنظير لا أكثر يفتقر إلى الوجود في حيز الوجود لم؟

لأنه شاهد نفسا انقلبت بعد مصاب ألمّ بها من العذوبة والرقة إلى الجمود والبغض والكره الآثم حينها عرف أن النفس لا تؤخذ على ظاهرها بل لابد من بعض الخطوب والأحداث لتبرز ما تخفيه وتكنه في أعماقها فكم رأينا من أحداث وقعت من أناس ظاهرهم الهدوء والأناة لكن أفئدتهم صدعت بعكس الظاهر المعلوم وكم رأينا العكس لما ذكر.. من هذا وذاك نستبصر عمق هذه النفس ومدى غموضها...

وما زال يسير...

1 تركوا أثرا:

احمد يقول...

بارك الله فيك
مدونة احمد

إرسال تعليق